شرح كتاب الأدب في الدين للإمام الغزالي -31- آداب الغني، وآداب الفقير

للاستماع إلى الدرس

الدرس الحادي والثلاثون من شرح العلامة الحبيب عمر بن حفيظ لكتاب الأدب في الدين لحجة الإسلام الإمام محمد بن محمد الغزالي، ضمن الدروس الصباحية لأيام الست الأولى من شوال 1444هـ، آداب الغني، وآداب الفقير.

فجر  السبت 2 شوال 1444هـ.

 

يتضمّن الدرس:

  • اختبار الله في الأرزاق، وما هي حقيقة الرفعة؟
  • الغني الشاكر والفقير الصابر، ومن الأفضل؟
  • من آداب الغني: التواضع وعدم التكبر (قصة صاحب الجنتين في سورة الكهف)
  • أدب دوام الشكر
  • أدب البشاشة إلى الفقير ولطافة الكلمة
  • قصص من مسلك السلف مع الفقراء
  • أدب اكتفاء الغني وعدم الطمع
  • من آداب الفقير: القناعة وكتمان الفقر

 

آداب الغنيّ

 

آداب الغني

"لزوم التواضع، ونفي التكبر، ودوام الشكر، والتوصل إلى أعمال البر، والبشاشة بالفقير والإقبال عليه، وردّ السلام على كل أحد، وإظهار الكفاية، ولطافة الكلمة، وطيب المؤانسة، والمساعدة على الخيرات."

 

نص الدرس مكتوب:

 

الحمد لله الذي أكرمنا بتمام عدة أيام وليال شهر رمضان الأغرّ، وأشهدنا عيد الفطر المبارك الأزهر، كثير الخير والمنّ من العليّ الأكبر -جلّ جلاله وتعالى في علاه- نشهد أنه ربّنا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير، يُثيب من أقبلَ عليه وتوجّه إليه بواسع الفضل من رحمته مَنَّا، ويُعاقب من أعرضَ عنه وتولّى عن أمره وذكره ظلمًا وعدوانًا بعدلٍ منه -سبحانه وتعالى- لا يظلم أحدًا شيئًا وهم لأنفسهم يظلمون. ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، خير من دعا إلى الله ودلّ عليه، وأمرَ بطاعته وبما يُوجب القربى والزلفى لديه، ونهى عن معصيته وكل ما يقطع العبد عن إلهه -سبحانه وتعالى- ويحرمه كرامة الوفادة عليه. 

اللهمّ صلِّ وسلِّم وبارِك وكرِّم على من أدّبته فأحسنت تأديبه، فلم يفقه في الأدب أحد من أهل أرضك ولا أهل سماواتك، خير بريّاتك المصطفى محمد صلى الله وسلم وبارك وكرَّم عليه وعلى آله وأصحابه وأهل الاقتداء به والاتباع له، وعلى آبائه وإخوانه ممّن نَبَّاَ الله ومن أرسله، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، والملائكة المقربين، وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

وبعدُ،

 فإننا نتذاكرُ في أيامنا هذه ما بُعِثَ به نبينا الأمين من الأدب في الدين في مختلف أحوالنا والشؤون، فإنه لا يُرْقى إلى الرتب إلا بحسن الأدب، وإن بحسن الأدب يُدرك رضا الرب، وإن حسن الأدب منبئٌ عن قوة الإيمان بالإله -سبحانه وتعالى في علاه-، وتذاكرنا فيما ينسب من رسالة إلى الإمام الغزالي آدابًا كثيرة فيما مضى معنا، ونحن وقفنا عند: "آداب الغني وآداب الفقير". 

فذكر عليه رحمة الله في "آداب الغني: لزوم التواضع ونفي التكبر ودوام الشكر والتوصل إلى أعمال البر، والبشاشة بالفقير، والإقبال عليه وردّ السلام على كل أحد، وإظهار الكفاية ولطافة الكلمة، وطيب المؤانسة، والمساعدة على الخيرات". 

ثم ذكر في "آداب الفقير" قال: "لزوم القناعة، وكتمان الفاقة، وترك البذالة والتضعضع وإلقاء الطمع، وإيثار الصيانة، وإظهار الكفاية لأهل المروءة من أهل الديانة، وإجلال الأغنياء مع قلة الاستبشار لهم، وإظهار الكفاية لهم مع الإياس منهم، وترك التكبر عليهم مع نفي التذلل، وحفظ القلب عند رؤيتهم، والتمسك بالدين عند مشاهدتهم"، هذه خلاصة عما يجب على جميع المؤمنين من كل غني وفقير. 

فإن الحقّ سبحانه وتعالى بالنسبة للمادة وأسباب المعيشة، (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ) [الإسراء:30]؛ أي: يُضَيِّق على من يشاء -جلّ جلاله-، (فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ) [النحل:71]. هو الذي يعطي ويمنع، وهو الذي يُقَتِّرُ ويوسِّع -جلّ جلاله وتعالى في علاه-؛ ليختبر الكل. 

  • وليس لأحدٍ بسبب مجرّد غناه.. رفعة ولا مقام ولا مكانة. 

  • وليس لأحد بمجرد فقره.. رفعة ولا مقام ولا مكانة. 

ولكن من أطاع الله وقام بحقه في غناه.. نال المنزلة والرفع والمكانة، ومن أطاع الله وأقام حقّه في فقره.. نال المنزلة والرفعة والمكانة، فالأمر دائر على حال هذا العبد مع الله -تعالى- وكيف يقيم أمره.

 حتى كان يقول سيدنا ابن مسعود -عليه رحمة الله تبارك وتعالى-: إنما هو الغنى والفقر لا أبالي بأيهما ابتدئت، فإن لله حقًا في كلٍّ منهما من قام به فاز وأدرك، هذا أو ذاك. ونفى الحق -تبارك وتعالى- أن يكون الإكرام أو الإجلال بتيسِّر أسباب المتاع وأسباب معيشته وتوفر المادة، فقال سبحانه وتعالى: (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا) [الفجر15-17]؛  لا الإكرام بتوفير المال؛ وقد جعل لفرعون ولقارون من الأموال الشيء الكثير، ولا الإهانة بالفقر وقد ابتلى بفقر اليد من المال كثيرًا من أنبيائه، وكثيرًا من أوليائه، وكثيرًا من الصالحين من عباده، فليست الرفعة بهذا ولا بهذا، وليست المهانة بالفقر ولا الرفعة بالغنى. 

ويقول: (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا) [سبأ:37]، سواءً كان غني أو فقير، هذا بغناه وأولاده مراد بهم ومنوي فيهم ما يرضي الحق -جل جلاله-، ومتصرِّف فيهم بمنهج الحق -جل جلاله-، والقوامة والقيام فيهم بما يحبّ الحق، وبما ينصره وينصر رسوله؛ فهؤلاء الذين ينتفعون بأموالهم، وينتفعون بأولادهم؛ بصرفها في هذا المضمار تحت أشعة أنوار توجيهات الإله الغفار، وبلاغات رسوله المختار صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

وهكذا؛ 

  • لا يزال المال والوِسع والوجد والكثرة محببة إلى النفوس البشرية. 

  • وقلة ذات اليد والتقتير في الرزق مكرَّه إلى عامة نفوس البشر. 

ولكن لا يجوز أن يخرجهم ذلك إلى اعتقادٍ باطل، ولا إلى عملٍ فاسد، 

  • الاعتقاد الباطل يعني: يعتقد الكرامة والرفعة والعزة في الأموال ولا في يسرها. 

بل يقول الرحمن: (وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً)؛ يعني: لولا أنهم يتعرضون بهذا الاختبار والابتلاء لأن يكفروا كلهم -والعياذ بالله-، وأن ينقطعوا كلهم عن الله (لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا ۚ) [الزخرف:33-35]، قال: سأجعل هذا كله للكفار، فيفتتن الناس وأكثرهم سيكفرون مع الكفار، فليس هو محل مكانة ولا رفعة، وفي الأنبياء والمقربين من وُسّع عليه، ومن أوتي ملكًا لم يؤته أحد بعده كسيّدنا النبي سليمان على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، وفيهم من عصب الحجر على بطنه من الجوع وذلك سيدهم صلى الله وسلم وبارك وكرم عليه وعلى آله، فليس الشأن في شيءٍ من هذا رفعة وكرامة؛ ولكن من اتقى الله وقام بحقه في الفقر أو في الغنى؛ فهو المحمود المرتجى له حسن المآل وحسن المآب.

 ولذا يتحدث علماء الأمة عن الغني الشاكر والفقير الصابر، وقد يقارنون بينهم، والحقيقة أنه لا كل غني شاكر أفضل من كل فقير صابر، ولا كل فقير صابر أفضل من كل غني شاكر، وبعض هؤلاء أفضل من هؤلاء، يتفاوتون بصفاء بواطنهم وصدقهم مع خلّاقهِم، وحسن قيامهم بالأمر، وأدبهم مع الرب -عز وجل- بهذا يتفاوتون، وبهذه تتفاوت منزلتهم عند الله -جل جلاله-. لهذا لما سئل الإمام الحداد عن الأفضل، من الأفضل الغني الشاكر أم الفقير الصابر؟ 

قال: أروني من هو عندكم غني شاكر ومن فقير صابر أفاضل بينهم! يعني: ابحثوا عن تحقيق الشكر في الغنى، وعن تحقيق الصبر في الفقر، ثم تكلموا! أما تأخذونها مسائل تديرونها بينكم البين وأنتم مهملين لواجبكم في فقركم وغناكم، أروني واحد منكم غني شاكر، أروني واحد منكم فقير صابر، لنفاضِل بينهم.. الآن عاده الشكر غير موجود عندكم، والصبر غير موجود عندكم، وتريدون تفاضلون؟ ابحثوا أول عن الفضائل هذه حتى تكون موجودة فيكم فتعرفون الفضل بعد ذلك والمكانة لمن تكون! وهي كما ذكرنا ليست على إطلاقها؛ فمن كان: 

  • أكثر أدبًا 

  • وأخلص قصدًا لمن خلق 

  • وأحسن عملًا فيما ابتلي به من ذا أو من ذا

 لأن كله سماه الله ابتلاء الغنى والفقر، ( فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ) [الفجر15-16]، ابْتَلَاهُ، ابْتَلَاهُ رَبُّهُ ، كله ابتلاء، هذا ابتلاء وهذا ابتلاء، يختبرك بذا ويختبرك بذا.

وجاء في الحديث القدسي فيما جاء عند روايات عند ابن نعيم في الحلية، وعند ابن عساكر وغيرهم من أئمة الحديث، يقول سبحانه وتعالى: "وإنّ من عبادي من لا يصلح له -أو في رواية: لا يصلح لإيمانه- إلا الغنى، ولو أفقرته لكفر، وأن من عبادي من لا يصلح له -أو لا يصلح لإيمانه- إلا الفقر، ولو بسطّه لطغى، وأنا أدبر خلقي بعلمي" جلّ جلاله وتعالى في علاه، سبحانه عز وجل. وهذا منهم من يصلح له هذا ومنهم ما يصلح له هذا، ومنهم من يتحول في وقت يكون كذا، وفي وقت يكون كذا، وفي وقت يكون كذا، (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ) [الإسراء:30] -جلّ جلاله-، (مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ) [النساء:134].

 فبذلك وجب على الغني التواضع، وهو فرضٌ على جميع المؤمنين، ولكن الغني بوجه خاصٍّ عنده دوافع لأن يتعالى أو يترفّع أو يتكبّر بشيء ممّا أوتي؛ فهنا يُقال له: انتبه! تهلك إن فعلت ذلك.. تخسر إن فعلت ذلك، فأدبك: "لزوم التواضع، ونفي التكبر، ودوام الشكر".

وقد ذكر لنا سبحانه وتعالى في كتابه وضرب لنا المثل بالذي تكبّر ولم يتواضع، وعَجِب بما أوتي من متاع الدنيا قال: (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا) [الكهف:32-33] امتلأت بالثمار والفواكه، (وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) وبعدين؟ إيش صلّح لك هذا المال؟ (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا) [الكهف:35] لا حول ولا قوة إلا بالله، كما يقول بعضهم: عندنا أموال.. لو كان الفقر صاروخ ما يصلنا، وشيء من هذا الكلام يقولونه بعض أهل الزمان المغفلين، وأمثال هؤلاء في الغالب قبل موته يفتقر؛ وهو أصلًا فقير من الدين ومن العقل الآن، وقبل موته يفتقر من المال حتى، لا بد تأتيه نكبة، بعض الذين قالوا هذا الكلام في أوقات إما تعرّضوا للحبس، أو أخذوا من أمواله الربع، وواحد أخذوا من أمواله النصف إلى غير ذلك مما يحصل في هذه الحياة عبرة لمن اعتبر، وذكرى لمن ادّكر، فلا سبيل إلى هذا التكبر.

  قال: (وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً) مكذب بالآخرة (وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا) [الكهف:36]، إيش معك؟ قال بحصل أحسن من هذا في الآخرة لو شيء آخرة! كيف، ليش، من قال لك؟ عندك خبر من رب الآخرة؟! فقط خيال وضلال… ويقول أنا ما أستحق إلا هكذا.. غرور!! (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ) نسيت أصلك؟ نسيت بدايتك؟ نسيت أصل تكوينك؟ وإيش كنت؟ لا شيء، غير مذكور أصلًا، ولم تكن شيء يُذْكَر، ومن تراب وبعدين من نطفة (ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا) لكن اسمع، أنا طريقة تفكيري وعقلي ووعيي (لَّٰكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا) وأنت لو فيك عقل (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) اسمع: (إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ) وجنتك هذه (وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا) شيء يهلكها (مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا) [الكهف:36-41]، وما هي إلا أيام حتى أنزل الله تعالى آفة وجائحة فأهلكت جميع زرعه من أوله إلى آخره ولم يبقَ له ولا شجرة واحدة، (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ) وفي قراءة: (بِثُمْرِهِ)، (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنفَقَ فِيهَا)  رَوَّح كله عليه؛ الأموال، ورأس المال، والربح، ولا عاد ربح  ولا رأس مال (وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا* وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ) ما كان معه شركة ولا مؤسسة ولا دولة، إيش بيحصل حوله؟ (وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا * هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ) الولاية الحق لله، إن كان تولاك هو فلك مولى، وإذا ما تولاك هو ما لك مولى، من سيغنيك؟ من سيكفيك؟ من سيقيك؟ من سيحفظك؟ من سيحول بينك وبين تعذيبه في الدنيا وفي الآخرة؟ ما لك مولى إلا هو جلّ جلاله، (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّه..) يعني: الولاية الحق لله، وباقي الولايات كلها باطل، صورية شكلية لا شيء وراها، إذا ما تولاك هو؛ ولا أحد سينفعك، لا صغير ولا كبير، ولا ذكر ولا أنثى، وهكذا… 

يقول سبحانه وتعالى: (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا) [سبأ:37]. قال: "ودوام الشكرِ"، أي: استشعر أن كل ما بك من نعمة فمن الله، أنتم الآن قرأتم في الورد ما علّمنا ﷺ:  "اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحدٍ من خلقك" المصدر من هنا: "فمنك وحدك لا شريك لك"،  ما أحد ثاني ينعم على العباد.. "فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر على ذلك". 

"ودوام الشكر"، يجب على الغنيّ أن يديم شكره لله، "والتوصّل إلى أعمال البر"، أين ينفقها؟ لأنه ما من قليل ولا كثير يدخل على أحدنا إلا له فيه سؤالان في القيامة، قبل أن يجوز الصراط؛ سواءً يسقط في جهنم أو يمر على الصراط، قبلها سؤال عن المال، أي مال كان قليل أو كثير؛ سؤالين عن كل شيء:

  • "من أين اكتسبه؟" 

  • "وفيم أنفقه؟" 

سؤالين عن كل ما تملك، كل ما يدخل في يدك، قليل كثير، من أين؟ وكيف أنفقته وتصرّفت فيه؟ 

  • فما كان من حلال؛ وصرفته في حلال نجوت. 

  • وما كان من حلال وصرفته في مرضاة الحق ونفع العباد فُزْت.

  • وإلا فعلى كل قليل وكثير سؤال، من أين اكتسبته؟ وفيم أنفقته؟ 

"لا تزول قدما عبدٍ على الصراط يوم القيامة"؛ يعني: ما تنتقل من موضعها بالمرور على الصراط؛ سواءً يسقط في جهنم أو يسلَم ويمر، قبل ما يمر على الصراط؛ قبل ما يتعرض للسقوط أو يسلم بالمرور؛ يُسأل عن أربع: "عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟".

قال: "دوام الشكر، والتوصل إلى أعمال البر"؛ الطاعات، قال: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران:92]، والمراد بالبر هنا: الجنة (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ) أي: 

  • حقائق الخير في الدنيا. 

  • ودخول الجنة في الآخرة. 

(حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) ما هو محبب إلى نفوسكم، تنفقونه من أجل ربكم إعلانًا أنكم تحبونه، برهانًا على صدق محبتكم له، أن تبذلوا المحبوب لكم ولأنفسكم من أجل المحبوب الأعلى وهو ربّكم جلّ جلاله.

 

"والبشاشة بالفقير والإقبال عليه"، وصل الأدب إلى بعض الأكابر، كان سيدنا جعفر الصادق وأبوه محمد الباقر، وقف سائل في الطريق وهو مار على بغلته ويسأله، قال له: حاجتك مقضية! قالوا له: ليه ما سمعت أول إيش يقول؟ أنت ما تدري إيش يطلب من حاجة؟ قليلة كثيرة، صغيرة كبيرة، قال: أنا خشيت أن أُسأَل عن موقف ذلّه؛ أن أُؤخِّرُه مدة السؤال، أن يسأل ويذكر لي حاله، هو موقف ذل، فخشيت أن أُسأَل عن هذا، قلت له خلاص حاجتك مقضية، وبعدين أنظر حاجته وأقضيها له! فما رضي أن يتركه واقف ويشرح له حاله وموضوعه، وقال له حاجتك مقضية، قال خفت أن أُسأَل عن ذلّه ساعة؛ ذل السؤال… لا إله إلا الله! 

"والبشاشة بالفقير"، وكان بعضهم إذا أقبل عليه الفقير يسأله، يقول: مرحبا بمن جاء يحمل إليَّ زادي إلى الآخرة! من دون مقابل، مجانًا، ستقدم لي زاد للدار الآخر مجانًا ترسله، تفضّل.. يفرح بالفقير إذا جاءه.

 "والبشاشة بالفقير والإقبال عليه"، جاء أن سيدنا الحسين بن عليّ -عليه رضوان الله- كان  مار على بغلة وإذا جماعة من السائلين الفقراء، بسطوا لهم سفرة على الرمل معهم كِسَر فيها يأكلون، وهم على طريقه مرّ عليهم وسلّم عليهم، قالوا: تفضل يا ابن بنت رسول الله تعال كُل معنا، قال: مرحبا، خرج من على بغلته وجلس بينهم على الرمل يأكل معهم، ثم قال: الآن قد أجبتكم، أدعوكم أجيبوني، قالوا: مرحبا، قال: تعالوا في اليوم الفلاني عندي، جاءوا، أعدّ لهم ضيافة، وأعطاهم  هدايا وأكرمهم، فهكذا تربّى الأكابر؛ أكابر الأمة وأخيارها.

وكانت المكارم شيمة لأهل الفطرة السليمة، ولأهل الاتصال بأهل النبوّة والرسالة، حتى كانوا خارجين أيضًا في رحلة إلى الحج، منهم سيدنا الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، انقطعت الراحلة عليهم، ورحلوا هم في أثناء الطريق يمشون وحدهم هؤلاء الثلاثة، وفاتتهم القافلة، فمرّوا على خيمة في الطريق وهم جائعين عطشانين، وإذا في الخيمة هذه امرأة، رحبّت بهم أهلا وسهلا بالأضياف مرحبا تفضلوا، قالوا: هل تسقينا شيء؟ قالت: هذه الشاة احلبوها واشربوا لبنها، قالوا: هل عندك من طعام؟ قالت: نعم، خذوا هذه السكين اذبحوا هذه الشاة وسأحضر لكم شيء من الخبز، ذبحوا الشاة، وهيأت لهم بعض الخبز وأكلوا، قالوا نحن نفر من قريش من المدينة، إذا مررتِ بنا فاظهري علينا نواسِك، مشوا حتى لحقوا بالقافلة، جاء زوجها -وكانت هي خير من زوجها- يسأل أين الشاة، قالت: جاءوا ضيوف عندنا نفر من قريش … قال: نفر من قريش!! تذبحين شاتنا هذه رزقنا منها وأكلنا منها وتتركينا هكذا… قالت: عيب!! ضيوف وردوا ما لهم أحد في المنطقة وهم جائعين وقد فاتتهم القافلة، قال: تذبحين شاتي وهي رزقي لتطعمين نفر من قريش!! غضب عليها... ثم ألمّت بهم حاجة، مرّوا يوم المدينة، وبينما سيدنا الحسين عند باب داره رأى المرأة عرفها، قال لغلامه يناديها، قال لها: عرفتيني؟ مررنا بك يوم كذا… قالت: نعم أنتم!... قال: اصبري، اشترى لها ألف رأس غنم من إبل الصدقة، وأعطاها ألف دينار، وقال للغلام خذها إلى أخي الحسن، قل له هذه المرأة التي ضيّفتنا عام حججنا، رحّب بها سيدنا الحسن، قال لها: كم وصلك أخي الحسين؟ قالت: ألف شاة وألف دينار، قال: خذوا لها ألف شاة من إبل الصدقة وأعطاها ألف دينار، قال للغلام خذها إلى عند عبد الله بن جعفر، وصلت عند عبد الله بن جعفر قال له الغلام: يقول لك الحسن والحسين هذه المرأة التي ذبحت لنا شاتها في مكان كذا… قال: أهلا وسهلا ومرحبا! بكم وصلك الحسن والحسين؟ قالت له: ألفين من الشياه وألفين دينار، قال لها: لو بدأتِ بي لأتعبتهما! لو جئتِ أول مرة عندي كنت أتعبتهم، لكن الآن خذي ألفي شاة وألفي دينار، وأعطاها مثل صلة الاثنين، فأخذت ألفين فوق الألفين صارت أربع ألف شاة وأربعة ألف دينار، ورجعت عند زوجها، قالت له: يا بخيل يا بليد تعال انظر!  الجماعة الفتية من قريش الذين مرّوا عليّ.. الآن صرنا أغنياء أنا وإيّاك عندنا أربع ألف شاة وأربعة ألف دينار، ارجع إلى البلاد الآن ولا تقول لي لماذا ذبحتِ الشاة لهؤلاء الفتية!! فما أحسن مكارم الأخلاق، وما أعجبها عند أهلها.

 قال: "ورد السلام على كل أحد"، والرد زين من كل أحد، لكنه في الغني أحسن، وكما أن الحياء زين من كل أحد ولكن في المرأة أحسن، وهكذا… وكما أنّ واجب القناعة زين من كل أحد لكنه من الفقير أحسن.

 "وردّ السلام على كل أحد، وإظهار الكفاية"، لا إظهار الشكاية؛ من أين؟ وكيف نجيب؟ والأحوال كذا والظروف كذا… وهو معه الخير الكثير! لكن يرى ما عند غيره؛ يقول غيرنا ناس أكثر منّا غنى، وناس معهم مثل الذي معنا مرّات… وبعدين؟… "ولو كان لابن آدم وادٍ من ذهب لابتغى إليه ثانيًا، ولو أُعطيَ ثانيًا لابتغى إليه ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب"، اشكر الله على النعمة التي أنت فيها والكفاية. 

"وإظهار الكفاية"، فكما أنه ما يجوز له التبجّح والترفّع بغناه.. ما يجوز له كذلك أن يُخفي الغنى رغبةً في الدنيا وطمعًا فيما هو أكثر. "إن الله يحبّ أن يظهر أثر نعمته على عبده"، ومنهم من يكون صاحب أموال كثيرة، ويُظهر الفقر حتى أنّه يُتصدّق عليه من مظهره!! هذا يجحد نعمة الله ويبخل.

قال: "وإظهار الكِفاية، ولطافة الكلمة" يهذّب لسانه فيما يقوله، "وطيب المؤانسة، والمساعدة على الخيرات"، وخصوصًا ما يتعلّق بتربية الأبناء والبنات، وما يتعلق بحفظ المجتمعات من الشرور وتوفير الكفاية لهم في الحاجات العامة من الأمور؛ من المياه، من التغذية على وجه الخصوص، وكل ما يحتاجون إليه من الأمور يكون مساهم في هذه الخيرات؛ فهذا حظّه وغنيمته من ماله أن يكتسب به هذه الخيرات.

 

آداب الفقير

 

آداب الفقير

"لزوم القناعة، وكتمان الفاقة، وترك البذالة والتضعضع، وإلقاء الطمع، وإيثار الصيانة، وإظهار الكفاية لأهل المروءة من أهل الديانة، وإجلال الأغنياء مع قلة الاستبشار لهم، وإظهار الكفاية لهم مع الإياس منهم، وترك الكِبر عليهم، مع نفي التذلل وحفظ القلب عند رؤيتهم، والتمسك بالدين عند مشاهدتهم."

 

 كما أن الفقير يجب عليه أن يُلازم القناعة؛ وهي حسنة ومن الفقير أحسن، "وكتمان الفاقة"، إنما يشكو إلى الله سبحانه وتعالى، ولا يشكو إلى الخلق، وقال تعالى في من مدحهم من الفقراء الأخيار: (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا) [البقرة:273]، يحسبهم الجاهل بحالهم أغنياء من التعفف. وعن الإمام الشافعي يذكر في ثيابه أنها لا تساوي الدرهم ويقول في بيتين له:

عَلَيَّ ثِيابٌ لَو تُباعُ جَميعُها *** بِفَلسٍ لَكانَ الفَلسُ مِنهُنَّ أَكثَرا

فيهِنَّ نَفسٌ لَو تُقاسُ بِبَعضِها *** نُفوسُ الوَرى كانَت أَجَلَّ وَأَكبَرا

وإنما الغنى عن الشيء لا به، والغنى بغير الله فقر، أنت فقير إليه هذا الذي اغتنيت به غير الله تعالى، لكن اغتنِ بالغنيّ -جل جلاله-.

قال: "وترك البذالة والتضعضع"، من أجل محبة هذا المال، ومن أجل الحرص عليه، يتزلّف لذا، ويعظِّم المؤسسة الفلانية والوزير الفلاني، لأنهم سيعملون له كذا وكذا، ولأنه يمكن إذا ما ساعدوه ولا خرّجوا قرار لمصلحته سينتهي الذي عنده!! إيش هذا التضعضع هذا؟ وإيش هذا الالتفات إلى الآخرين إلى غير الله جل جلاله؟! .. 

 "وترك البذالة والتضعضع"؛ لأنه جاءنا في الحديث فيما روى البخاري في (الأدب المفرد) وغيره: "من تواضع لغنيٍّ لغناه ذهب ثلثا دينه"، وفي رواية: "من تضعضع لغني لأجل غناه ذهب ثلثا دينه" والعياذ بالله تعالى.

 "وإلقاء الطمع"، أي: يبعد عنه؛ فلا يطمع فيما في أيدي الناس ويطمع فيما عند الله تبارك وتعالى، "وإيثار الصيانة" لدينه ومروءته وعِرضه، "وإظهار الكفاية لأهل المروءة من أهل الديانة، وإجلال الأغنياء"؛ يعني: ما يرى نفسه؛ لأنه فقير أعظم منهم وأفضل منهم بمجرّد الفقر. ولذا قال: "مع قلة الاستبشار لهم، وإظهار الكفاية لهم مع الإياس منهم، وترك الكِبر عليهم"؛ ما يجوز للفقير أن يتكبر كما لا يجوز للغني أن يتكبّر، "مع نفى التذلل" ولهذا: 

  • إثم الفقير المتكبر أعظم من إثم الغنيّ المتكبر.

  • كذلك ثواب الغني المتواضع أعظم من ثواب الفقير المتواضع. 

يقول:  "وترك الكِبر عليهم مع نفى التذلل وحفظ القلب عند رؤيتهم" بمعرفة أنّ المعطي والمانع هو الله لا سواه، "والتمسك بالدين عند مشاهدتهم" ويبقى بحسابه والكلمات التي يقولها والتصرف والمعاملة التي يتعامل بها يريد وجه الله جلّ جلاله وتعالى في علاه.

ولذا كان ما يُرى الأغنياء في مجلس أذلّ منهم في مجلس الحسن البصري، حتى يتمنى الأغنياء أنهم فقراء في مجلسه لما يعزّ ويكرم الفقراء، عليه رضوان الله تبارك وتعالى. وكان ﷺ يحب المساكين ويجلس إليهم، عليه الصلاة والسلام.

ورأينا من علمائنا وشيباننا من يكون انبساطه وتودّده لذوي الفقر والحاجة ومن لا يؤبه له.. أكثر من انبساطه لأهل الوجاهات وأهل الثروات والأغنياء، يجدون منهم الضعفاء والفقراء من الانبساط وحُسن الخُلُق أكثر، وهو حَسَن الخلق مع كل أحد مثل الحبيب علوي في المتأخرين، لكن انبساطه مع ذوي الفقر والمسكنة ومن لا يؤبه له أكثر وممازحته لهم والجلوس بينهم ما يحصّلها منه أهل الثروات والأغنياء؛ ما يحصلون هذه البشاشة التي يحصلها الفقراء وذوي الحاجة، عليهم رحمة الله تبارك وتعالى. 

فالله يرزقنا حسن الأدب، ويوفق فقرائنا لحُسن الأدب في فقرهم، وأغنيائنا لحُسن الأدب في غنائهم. وهكذا يقول السلطان عبد الله بن راشد، تولى على حضرموت من العقاد -وراء شبام- إلى شعب النبي هود، فكانت سلطنته هذه يفتخر بثلاثة أشياء فيها، يقول:

  •  ليس فيها سارق. 

  • وليس فيها حرام؛ لو أردت حرام صعب تحصّله. 

  • وليس فيها محتاج؛ لمواساة الأغنياء الفقراء؛ كلهم متواسين بين بعضهم البعض ما أحد منهم محتاج.

يقول المملكة حقه من طرفها لطرفها؛ لا يوجد سارق ولا محتاج ولا حرام، أشياء ميسرة لك حلال، لو أردت الحرام صعب تحصل الحرام، لكن الأمور مبسوطة بتسهيل الحلال، ولكن هذا السلطان كان ورده مئة ركعة كل ليلة، وكان يحفظ صحيح  الإمام البخاري عن ظهر قلب، وهو السلطان فكانت الرعية بمثل هذه المثابة.

الله ينظر إلينا، ويحيي حقائق الإيمان فينا، ويبارك لنا ولكم وللأمة في العيد، ويهب لنا المزيد، ويجعله من أبرك الأعياد على أهل الإسلام في المشارق والمغارب، ويرحم موتانا وأحيانا ومن جئنا من جنازتهم، ومن انتقل إلى رحمة الله تبارك وتعالى، ويعلي درجة المنتقل إلى رحمة الله كرامة بن أحمد بن مبارك بريك، الله يغفر له ويرحمه، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويجعله من أبرك الأيام عليه وأسعد الأيام لديه، وأن الله سبحانه وتعالى يرحم موتانا وأحيانا برحمته الواسعة، ويجمعنا بهم في الدرجات الرافعة في جنّاته العالية، من غير حساب ولا سابقة عذاب ولا عتاب ولا فتنة ولا حساب،  ويصلح الشان لنا ولكم وللأمة  أجمعين وإلى حضرة النبي محمد ﷺ.

 

تاريخ النشر الهجري

02 شوّال 1444

تاريخ النشر الميلادي

22 أبريل 2023

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام