(228)
(574)
(536)
(311)
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ ضمن سلسلة إرشادات السلوك في دار المصطفى، ليلة الجمعة 15 ربيع الثاني 1446هـ، بعنوان:
قوة الصلة بالله ورسوله .. مكانتها وآثارها للمؤمنين
لتحميل المحاضرة (نسخة إلكترونية pdf):
الحمد لله.. مُكرِمنا بخاتم النبوة، سيد أهل الفتوة، عبده المختار محمد بن عبد الله، الرحمة المهداة، والنِّعمة المسداة، والسراج المنير. صلِّ يا ربِّ على البشير النذير، صلِّ وسلِّم على عبدك المُجتبى المصطفى الهادي إليك محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وفي هَديِهِ يسير، وعلى آبائه وإخوانه من أنبيائك ورسلك، وآلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى ملائكتك المقربين وجميع عبادك الصالحين، وعلى أهل مجمعنا ومن يسمعنا، وعلى جميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، يا مُجيب الدعوات، يا قاضي الحاجات، يا دافع البليات، يا كاشف الكُرُبات، يا مُحَوِّل الأحوال حَوِّل حالنا والمسلمين إلى أحسن حال، وعافِنا من أحوال أهل الضلال وفِعل الجُهال.
واجعل لنا روابط تقوى بك وبرسولك؛ في:
فتلكم الحُلَل التي يُحَلِّ الله بها مَن أراد أن يُعلِيَهم، ومن أراد أن يُشرِّفهم شرف الأبد، وأن يُكرمهم كرامة الأبد.
هذا وصفهم وحالهم في خلال هذه الأعمار القصيرة وزمن التكليف المحدود؛ الذي نتائج الوفاء فيه والعمل به: نعيم غير مُنقضٍ ولا محدود. كما أن نتيجة الإخلال فيه بأمر الله تعالى والخيانة لعهد الله: عذاب غير محدود (فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30))[الفجر:25-30].
اللهم اجعل نفوسنا مطمئنة، تؤمن بلقائك، وتقنع بعطائك، وترضى بقضائك، برحمتك يا أرحم الراحمين.
كُلُّ ما يُتَحَصَّلُ عليه -مما لا يُقَوِّي صِلة هذا المخلوق بخالقه ورسوله- فهو من جملة الهباء المنثور، وقد يكون هو البلاء والزور.
فما لم يُخَالِف ويخرج عن المنهج ولكنه منقطع.. فهو الهباء المنثور، كما قال الله تعالى: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )[آل عمران:185]،[الحديد:20]. وما ناقضَ وخالفَ وعاندَ الوحي فهو البلاء وهو الزور وهو العذاب -والعياذ بالله تعالى-.
ولأجل حتمية النتيجة لهذا ولذا قال لنا ﷺ: «الجنة أقرب إلى أحدكم من شِرَاكِ نعله والنار مثل ذلك».
ما هي إلا نتيجة العمل في هذه الحياة، وحال القلب وما يبدو منه من نيات ويُحرِّك فيه هذه الأعضاء؛ فإن كانت صالحة فالجنة، وما بين المُطِيع المؤمن وبين الجنة إلا أن يموت، وما بين العاصي الفاسق وبين النار إلا أن يموت -والعياذ بالله تبارك وتعالى-
فيَا ربِّ اجعل مآلنا جناتك العُلا مع خيار الملأ، وارزقنا الفردوس الأعلى، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وهذه القوة في الصلة بالله وبرسوله من هؤلاء العباد، التي يُعَبَّرُ عنها بــ: قُربٍ، ومعرفةٍ، ومحبةٍ، ورضا.
فما من صِلة بالرحمن إلا وهي منطوية على النَّصِيب؛ من سِرِّ القُربِ، أو المعرفة به، أو المحبة، أو الرضوان.
فصِلَات العباد بالله -جل جلاله- بها يدخلون دوائر هذا الإفضال؛
بهذه المجالس -كما سمعتم- امتداد حبال تقوية الصِّلَةِ بالله ورسوله محمد بن عبد الله ﷺ، ثم بكل عمل صالح، وكل إحسان يجري من المؤمن، وكل حسنة تجري على يد المؤمن.. قلبية أو عضوية، وما تعدَّى نفعهُ للغير؛ كان أجره أكبر وثوابه أعظم وأوفر.
فــ: «الخلْقُ كلُّهم عِيالُ اللهِ، وأحبُّهم إلى اللهِ أنفَعُهم لعِيالِه»، و: «خيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ».
فنَغْنَم تقويَّةِ هذه الصِّلات برَبِّ الأرض والسماوات.
ومن ضرورة قوة الصِّلَةِ بالله: أن تقوى الصلة بِمُصطفاه، وتمتَدُّ إلى جميع أهل حضرة الله؛ فتقوى صلاتنا بهم كلما قويت صلتنا بالله -جَلَّ جلاله وتعالى في علاه-.
ولتلازم الأمر وحتميته قال لنا الحق: (مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)[النساء:٨٠]، وقال: (إِنَّ ٱلَّذِینَ یُبَایِعُونَكَ إِنَّمَا یُبَایِعُونَ ٱللَّهَ)[الفتح:١٠]، -جَلَّ جلاله وتعالى في علاه-،(لَّقَدۡ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذۡ یُبَایِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِی قُلُوبِهِمۡ..)..
ولا أجد ثناءً على الصحب الأكرمين، ولا تزكية لهم، ولا شهادة بفضلهم مثل هذه الآية (فَعَلِمَ مَا فِی قُلُوبِهِمۡ..)، هل وراء هذه شهادة..؟ المحيط علم بكل شيء قال أنا علمت مافي قلوبهم.. مَن غيره يجيء يتكلم؟
(..فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)[الفتح:١٨].
وسمعته في الآية يقول: (یَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ أَیۡدِیهِمۡ)! وما رأوا في عالم الحِسِّ إلا أنهم أمدّوا أيديهم إلى يد محمد، قال الله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)[الفتح:١٠].
وجعل الله الجزاء العظيم لِكُل حسنة يعملها المؤمن فتُقبَل عنده: أن تقوى بها صِلته بالله؛ ويتماشى هذا مع زيادة إيمانه.
فإنَّ كُلَّ حسنة تزيد القلب نورًا وتُقَوِّي الإيمان، كما أن كل سيئة تُظلِمُ القلب وتُضعِف الإيمان.
ومن هنا قالوا: "المعاصي بريد الكفر"، أي: رسوله المُنبِئ بحضوره. فإذا توالت المعاصي على القلب اضمحلّ نور الإيمان -والعياذ بالله تعالى-، قال تعالى: (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ)[الروم:١٠] -والعياذ بالله تبارك وتعالى-.
وقد نادى مُنادي أهل المعرفة: "ما أعَزَّت العباد أنفسها بمثل طاعة الله، ولا أهانت أنفسها بمثل معصية الله".
وهذا التداعي لِطاعته والتحذير من معصيته؛ رُكنٌ كبير في الدين، يترتب عليه قوة الصِّلة بالله ورسوله في عموم المسلمين، وخصوص المقبلين والسامعين والمتابعين والحاضرين.
بذلك ولذلك عَظُمَ فضل هذه المجالس التي تحتوي على التذكير.
صاحب هذه الحولية المُقبلة عليكم يوم الأحد/ الإمام عبد الله بن حسين بن طاهر -عليه رحمة الله- أحد أعلام آل بيت النبوة، وسُرُج الأمة في الدلالة على الله، والإرث للنبي محمد بن عبد الله ﷺ. كان يقول متحدثًا بفضل الله عليه: "ما فعلتُ مكروها ولا هَمَمْتُ به، من قبل البلوغ -من أيام الصغر- إلى آخر العمر"، "ما فعلتُ مكروها ولا هَمَمْتُ به"
حِفْظٌ من الله لأصفيائه وأوليائه.
يقول -عليه الرحمة-:
مجالسُ التذكير عديمة النظيرِ -ما لها نظير -
فيها من التنويرِ للسِّرِّ والضميرِ
ما ليس في كثيرِ من طاعة القديرِ
فحَثَّ عليها، وعلى القيام بحقها، وأخذ العلم بحقيقته. وقال فيها:
العلمُ بالأعمالِ يزكو وبالأحوالِ ** وليس بالأقوالِ وكثرة الجدالِ
ويقول في قصيدته الأخرى:
يا تاركاً للمدارسِ -أي مجالس العلم- ليس هذا حَسَنْ
مجالس الخير ما تُتْرَك وفيها المِنَنْ
تغانَم العمر من قبل الحُنُطْ والكَفَنْ
ولا تُضَيِّع فقد ضيَّعْت كم مِن زمنْ!
وذكر في فضائلها قال:
كم في البخاري وفي مسلم وشي في السُّنَن
حضور مجلس علمٍ خير من ألفٍ أن
تَعُودهم أو تُشَيِّعهم وأن تَرْكَعَن
«حضور مجلس علم أفضل من صلاة ألف ركعة وعيادة ألف مريض وتشييع ألف جنازة» بحضور مجلس العلم الواحد!
فالحمد لله على بقاء هذه الخيرات في أمة خير البريات، خاتم النبوة والرسالات ﷺ.
وما يحصل فيها من تقوية صِلَاتِ العباد بإلههم ومولاهم -جَلَّ جلاله وتعالى في علاه-، فيزدادونَ قيامًا بحقِّ العبودية وتتولاهم الربوبية، وتظهر العلامات (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ)[المائدة:٥٤].
يا صاحب الفضل تفضَّل علينا، تفضَّل على كل حاضر وكل سامع ومشاهد من عندك يا الله بهذا الفضل العظيم، ودخولنا فيمن تحبهم ويحبونك، اللهم نَزِّه قلوبنا عن التعلق بمن دونك، واجعلنا من قوم تحبهم ويحبونك، في خير ولطف وعافية.. يا الله .. يا الله.
وهذا الذي حفظه الله حتى من المكروهات.. تسمع كلامه في خضوعه وتذللـه لله -تبارك وتعالى- في قوة صلته بهذا الإله، يقول: كُلٌّ تزوَّد ووَلَّى، "كُلٌّ تَزَوَّد": أخذ زاده، "وولَّى": مشى ووصل، وين جاء بن حسين -يعني نفسه عبد الله بن حسين-
كُلٌّ تزوَّد ووَلَّى ** وين جاء بن حسين
ماشوف شيء زاد عنده ** وين زاده فيين
أظنه ألا إذا ولَّى ** يقل يا هوين
واليوم قد جاك ** يا مولى الخَزِين المَلين
فقير محتاج خالي ** الجِيب والرَّاحتين
ويقول في قصيدته الأخرى:
يا ربِّ ما معنا عمل ** وكسبنا كُلُّه زَلَل
لكن لنا فيك أمل ** تُحيي العِظَام الرَّامَّة
توفي ولده الحبيب علوي -عليه رحمة الله- بن عبد الله بن حسين بعد وفاة والده بـ 11 سنة، وجاء الحفَّار في المسيلة ليحفر، ووصل إلى نهاية القبر، جات الْمِزْحاة كذا.. وكشفت الضريح، وإذا بالحبيب كما يوم وضعوه! ما مسَّتِ الأرض منه شيء! وغلب الشوق هذا الحفَّار خرَّج من الكفن اليد قبَّلها ورَدَّها محلَّها، وأخذ يبني الجدار بعد ذلك.. كل ما بناه انهدم بينه وبين قبر ولده الذي قُبِر بجانبه!
كان ورده من "لا إله إلا الله" كل يوم 25 ألف، "يا الله يا الله" 25 ألف، والصلاة على النبي ﷺ 25 ألف، قالوا وكان يقرأ 10 أجزاء في قيام الليل و10 أجزاء في صلاة الضحى.
وهو يقول:
يا ربِّ ما معنا عمل ** وكسبنا كُلُّه زَلَلْ
لكن لنا فيك أملْ ** تُحيي العِظَام الرَّامَّة
يا ربِّ كُن لي يا معينْ ** إذا رَشَح عظم الجبين
واختم إلهي باليقين ** من قَبْلِ لَوْمِ الَّلائمة
فالله يبارك في أعمارنا، ويجعل لنا في هذه الأعمار القصيرة قوَّة صِلَةٍ بالعلي الكبير العزيز الغفور، يا ربِّ قوِّ صلاتنا بك وبرسولك؛ حتى نَبِيتَ ليلتنا ونُصبِح ثم نحيا ونموت وأنت ورسولك أحب إلينا مما سواكما.
يا الله.. أكرمنا بهذا العطاء، واغفر لنا جميع الذنوب والخَطَا، وثبِّتنا على خير الخُطَى؛ في اتباع نبيك المصطفى محمد ﷺ، مُسرِعِينَ مُعَجِّلين غير بِطَاء، واكشف عن قلوبنا الغِشَاء والغِطَاء، وكن لنا بما أنت أهله هاهنا وهناك يا ملك الأملاك.
يا الله .. يا الله
وانظر اللهم إلى المجاهدين في سبيلك، والمعتدى عليهم من أهل مِلَّة نبيك، وقوِّ صِلَات قلوبهم بك في كل لمحة ونفس؛ حتى يُخلِصوا فيما يقومون به، وحتى يُثابون في كُلِّ ما يُنازِلهم، وحتى يَعتَلِي قدرهم دنيا وآخرة، وحتى يُرَدَّ كيد عدوهم في نحر عدوهم، يا قوي يا متين.
وانظر إلى أهل التعليم، وأهل الدعوة من المسلمين، وخَلِّص قلوبهم من الالتفات إلى ما سِواك؛ الذي أوجب ضعف الصِّلَةِ بك، وقوِّ صلاتهم بك؛ حتى يُخلِصوا فيما يقولون، ويُخلِصوا فيما يعملون، يا حي يا قيوم.
وانظر إلى رجالنا ونسائنا، وصغارنا وكبارنا، وولاة الأمور والرعايا، وأصلح قلوبهم، وقوِّ صلاتهم بك.. يا الله، فإنَّ عدوّكَ يَبُثُّ ومعه الألوف المؤلَّفة من جنده من الإنس والجن ما يقطع الصِّلَة بك في الأقوال والأفعال والأفكار، اللهم رُدَّ كيد عدوّكَ عنَّا وعن المسلمين، يا مَن يُحِقُّ الحَقَّ ويُبطِل الباطل ويقطع دابر الكافرين: أَحِقَّ الحَقَّ وأَبْطِلِ الباطل واقطع دابر الكافرين يا الله.. يا الله.
وما أبقيتَ لنا ومكَّنتَنا منه من هذه الصِّلَات ومعانيها، وأسبابها، ووسائلها.. فبارك لنا وللأمة فيه، فبارك لنا وللأمة فيه، فبارك لنا وللأمة فيه، فبارك لنا وللأمة فيه، يا من نطلبه ونرتجيه، يا من نخشاه ونرتضيه، يا من هو الإله الذي لا إله سواه، والرَّبُّ الذي لا رَبَّ لنا عداه..
يا الله .. يا الله
بضَعفِ صِلَاتِ القلوب بك خُذِل مسلمون كثيرون، وشُبِّهَ عليهم ولُبِّس، وصدّقوا الكَذُوبَ، وصدَّقوا الغَشَّاشَ، وصدَّقوا المَكَّارَ الخَدَّاع؛ اللهم فتداركنا والأمة، وخُصَّ قلبٍ في الحاضرين والسامعين والمشاهدين.. خُصَّ كُلَّ قلب من هذه القلوب بقوة صِلَةٍ بك يا علَّام الغيوب؛ تَرْسَخ بها أقدامنا في تحقيق العبوديَّة، وتتولانا بها بربوبيتك يا ذا العطايا السَّنِيَّة.
يا الله.. وامدُد ذلك في قلوب مَن في ديارنا ومنازلنا، وبجوارنا وقراباتنا وأهل بلداننا، والمسلمين في المشارق والمغارب.. يا الله، وعرِّفنا فضلك علينا، وعرِّفنا نعمتك علينا، وعرِّفنا مِنَّتك علينا؛ حتى نقوم بحَقِّ الشكر لك وتزيدنا كما أنت أهله (وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَىِٕن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِیدَنَّكُمۡ)[إبراهيم:٧].
انفعنا بما أسمعتنا، وبما جمعتنا، واجعل حَظَّ كل واحد مِنَّا وافراً وكبيراً من سِرِّ قوَّةِ الصِّلَة بك، واجعلها تَقوى على مدى الأنفاس والساعات؛ حتى لا يموت الواحد مِنَّا إلا وهو على أقوى الصِّلَةِ بك؛ معرفةً، وقرباً، ومحبةً، ورضا؛ يُحِب لقاءك وأنت تحب لقاءه.. يا كريم.. يا كريم!
حقِّق لنا ما رجوناه، وأَنجِز لنا ما سألناه، وزِدْنَا من فضلك ما أنت أهله في حِسِّنا ومعنانا، وظواهرنا وخفايانا، يا مجيب الدعوات.. يا الله..
يا الله .. يا الله
ألا يالله بنظرةٍ من العَيْنِ الرَّحيمةِ ** تُداوي كُلَّ ما بي من أمراضٍ سَقِيمَة
14 ربيع الثاني 1446