محاضرة في حفل اختتام الدورة الفرعية والإعدادية بدار المصطفى 1446هـ

للاستماع إلى المحاضرة

محاضرة العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في حفل اختتام الدورة الفرعية والإعدادية، بدار المصطفى بتريم، عصر يوم الإثنين 6 ذو الحجة 1446هـ

نص المحاضرة:

 

قيمة العلم الشرعي المسند

الحمد لله، مرّت عليكم الأيام فيما تتلقّونه من دروس، وما تحضرونه من مجالس ومن جماعات، وما تعبدون الله تبارك وتعالى به؛ من قيامٍ أو استغفارٍ في الأسحار، أو تتلون مِن آياته جلّ جلاله، وإلى تعارُف وتآلُف وتواصٍ بالحق والصبر، وإلى تَلَقي ورابطة بينكم وبين المدرّسين الذين تمت الرابطة بينهم وبين مُدرّسيهم، وبين مدرّسيهم ومدرّسي مدرّسيهم، وهكذا متسلسلة إلى خيارنا وصلحائنا؛ طبقة بعد طبقة إلى النبي محمد ﷺ.

بقي هذا العلم الشرعي المُسنَد عظيم القيمة والقدر عند الله تعالى، والذي يُؤخذ بإسناده وعلى أساسه، لا علاقة له بأغراض الناس المادية والسياسية والدنيوية، فإنّه كثيراً من شؤون الدين - سواء علوم أو أعمال - استُخدمت للوصول إلى أغراض وإلى مقاصد، لكن التلقّي على هذا السند مقاصدها كلها تندرج فيما أحبّ الحق ورسوله، وفي إرادة وجهه جلّ جلاله وابتغاء قُربه ورضاه، والاستعداد للقائه، والقيام بالواجب على العبد لهذا الإله في حياته الدنيا.

وهو (الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)، فنكون أحسن عملاً في الظاهر والباطن بنور الله ومنهجه وشريعة رسوله.

العودة من الدورة والاستفادة منها

مرّت بكم الأيام وانقضت، تعودون الآن إلى منازلكم وإلى دياركم وإلى أهاليكم، فاستفاداتكم على حسب وجهاتكم ونيّاتكم، وكسبكم من خلال هذه الأيام وما فيها يظهر في قصد أحدكم ونيته الآن؛ يذهب بأيّ حال؟ بأيّ وجه؟ بأيّ مراد؟ ما الذي يحمله في باطنه؟

إنَّ نفوسنا وشياطين الإنس والجن يُمْلون علينا ليل نهار: مقاصد الدنيا، مقاصد المتاع، مقاصد المآكل والمشارب، الملابس، المساكن والمطاعم، الوظائف في الدنيا وتحصيلها.. ما كأنّ هناك مقصود إلا لهذا، وكأنهم خلقونا لهذا، ولا هم خَلقونا ولا عرفوا الحكمة من خلقنا، الذي خلقنا الله وخلقنا ليس لهذا، ليس لهذا، (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ). الله لا إله إلا هو، (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) لماذا؟ (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا).

وعلِمنا من نبيّنا محمد ﷺ أننا لم نُخلق إلا لهذه المكاسب العظمى والمكاسب الكبيرة التي خيراتها ومنافعها أبدية سرمدية، نستفيد منها في الحياة الدنيا، ونستفيد منها عند الموت، ونستفيد منها ونكسب ونظفر ونفوز بالقبر  والآخرة والبرزخ والقيامة، وتوصلنا إلى دار الكرامة، إلى الجنّة الغاية العظيمة، وتمام النعمة بدخول الجنّة. هكذا علّمنا ﷺ.

فمن تلقّى عنه هذا العلم توارثوه حتى تلقّيناه من علمائنا. فينصرف الواحد منكم من الدورة بأيّ تفكير؟ يستشعر أنه خُلق لماذا؟ وأنّ مقصده في الحياة ماذا؟ وما يجب أن يقصده؟ ما يجب أن يريده؟ ما الذي يُحِب أن يحقّقه؟ ما الذي يُحِب أن ينجزه في خلال هذه الحياة؟

وقد قال الله تعالى عن الكفار لانقطاعهم عن الحقيقة وعن نور الحقيقة، هم يتخبّطون في أوهامهم وظنونهم وخيالاتهم، وما يكسبون به شقاء الأبد وعذاب الأبد وخزي الأبد وسوء الأبد والمعاقب والعياذ بالله تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ)، وإذا نظرنا إلى مقاصدهم هذه مثل مقاصد الأنعام بالضبط، كمقاصد الأنعام، ولكن الله خلقنا لشيء أكبر. 

فلهذا يجب أن يظهر أثر فائدتكم من الدورة، كل واحد منكم في مقصده يرجع إلى بيته بنور الاتصال بالله ووحيه الذي أوحاه، ورسوله الذي أرسله واصطفاه، وما بلّغه سيدنا محمد بن عبد الله، وما أُثِر عنه وورد عنه ووصل إلينا من تعليمه وإرشاده.

وقد ائتمنه الله على ذلك وقام به أحسن القيام، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، وعلى آله وصحبه الكرام، وعلى من تبعهم واقتدى بهم على مدى الليالي والأيام إلى يوم القيام.

الواجبات في البيت

فإذا عند أحد منكم هذا الإدراك وهذه الفائدة من الدورة، يبدأ في ذهنه أنَّ واجبات هذا الإله التي أوجبها في وحيه يتعلّق ببيته منها: برّ أبيه وبرّ أمّه، وشكرهما، والإحسان إليهما (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ)، (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).

فيكون حالته وسط البيت برّ، برّ بالوالدين، وسعي لمرضاتهم، وخدمة لهم، وأداء لحقوقهم. يكون علاقته بكل من في البيت أكبر منه: توقير، وكل من أصغر منه: رحمة؛ يرحم الصغير ويوقّر الكبير، هذا منهج الله لوسط البيوت، لكي تقوم البيوت على هذه الأسس.

وسط البيت لا بدّ من قراءة القرآن. "البيت الذي يُقرأ فيه القرآن يتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض" سمعت! لا يدخل الابن ولا البنت ولا الأب ولا الأم إلى الدار إلا باسم الله، حتى يُترك الشياطين خارج البيت، لا يلعبون وسط البيت، لا يدخلون بظلمتهم وسط الغرف، وسط المنازل.

لأن إذا دخلوا وقال الداخل: "بسم الله"، ما قدر قرينه من الشياطين ولا من معه أن يدخلوا معه، يمتنعون من دخول البيت، ما يستطيعون أن يبيتوا وسط البيت ولا أن يظلّوا وسط البيت، لأنّ صاحبهم عند دخول البيت قال: "بسم الله". وكذلك الطعام والشراب، وكذلك المنام.

وإلا يعيشون وسط الديار هم والشياطين مرّة! في الغرف، وفي المطبخ، وفي الممرّات وفي الأماكن، قاعدين هم وإيّاهم، يجيئون إلى فُرشهم وإلى سررهم، ويأكلون معهم، وإذ  قد صاروا إخوانهم، إخوان الشياطين، فظلمتهم تسري إليهم والعياذ بالله تبارك وتعالى. 

فلهذا وجب علينا أن نُطبّق في الديار أوامر الخالق في وحيه، ماذا نعمل في بيوتنا؟ نأكل على السنّة، على الآداب، نشرب كذلك، ننام كذلك، ندخل الخلاء كذلك، نتعاون مع الأسرة على سنن النبي محمد وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. "مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم على تركها وهم أبناء عشر، وفرّقوا بينهم في المضاجع". فهذه مهمّات لكم وسط الديار.

العلاقات والصداقات

أصحابكم وأصدقاؤكم يجب عليكم إذا دخل النور في قلوبكم وعرفتم واستفدتم من خلال الدورة أنّ خالقكم خلقكم لمهمّة كبيرة، يجب أن تقيموا العلائق والزمالة والصداقة على أساس من التحابب في الله والتعاون على طاعة الله، وإلا فبئست الصداقة. (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ).

الأصدقاء والأصحاب يرجع بعضهم لبعض عدوّ في القيامة إلا المتّقين، وإن كنت تصطحب معه في لعب تلعب، أو في مدرسة تدرس أنت وإيّاه، أو في أيّ مهمّة تقومون بها، يجب أن يكون عندكم عنصر من نور إرادة وجه الله، والتعاون على مرضاة الله، والقيام بتقوى الله جلّ جلاله.

لا تساعده على شرّ ، ولا تقبل أن يغرّك به ويساعدك عليه، ولا تكسّله عن خير ولا تقبل أن يكسّلك عن الخير.. هكذا تقوم الصداقة الصحيحة في الإسلام، وإلا تحوّلت عداوة والعياذ بالله تبارك وتعالى، وإذا قامت على وجهها صارت محبّة في الله ومودّة في الله، يُرفع درجات أصحابها عند الله، ويُظلّون بظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلا ظلّه.

أحكام العيد وآدابه

تنتطلقون بعد ذلك في أيام العيد، تُحيون ما استطعتم من الليالي، وأقلّها: بصلاة مغرب جماعة، صلاة ستّ ركعات بعد المغرب لا يتكلّم بينهنّ يعدلن عبادة ثنتي عشرة سنة، صلاة عشاء في جماعة، أربع ركعات بعد العشاء يعدلن مثلهنّ من ليلة القدر، صلاة صبح في جماعة، بعد صلاة بعدية العشاء والوتر، وأدنى الكمال ثلاث، ويمكن أن يزيد إلى خمس أو سبع أو تسع، وأكملها إحدى عشرة.

تقومون ليلة التروية بعد القابلة تجيئكم، ليلة التروية، ليلة عرفة، وليلة العيد، أهمهن ليلة العيد، "من أحيا ليلتي العيدين لم يمت قلبه يوم تموت القلوب". تُحيون هذه الليالي.

ومن اليوم التاسع، اليوم الخميس إن شاء الله تعالى، مِن صلاة الفجر، إذا صلّيت الفجر، فصلّيت سنّة الفجر سُنّ التكبير، "الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، فإذا صلّيت الفريضة تكبير، صلّيت الضحى تكبير، قبلية الظهر تكبير، صلّيت الظهر تكبير. وتكبّر بعد كل صلاة فرض أو نفل أو صلاة جنازة إلى اليوم الثاني يوم العيد، والثالث والرابع والخامس، اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجّة، آخر يوم من أيام التشريق إلى العصر، فإذا غربت الشمس انتهى التكبير المُقيَّد بالصلوات.

وتستقبل ليلة العيد ما تلبس الثياب الحسنة من أجل المفاخرة، "من لبس ثوب شُهرة في الدنيا كان حقّاً على الله أن يُذلّه على رؤوس الأشهاد يوم القيامة"، إظهاراً لنعمة الله، اتّباعاً لسنّة الله، تعظيماً لشعائر الله جلّ جلاله تعالى في علاه؛ بهذه المقاصد تلبس أحسن ما تجد من الثياب، وأغلى ما تجد من الثياب يوم العيد.

وربّما صاحب ثوب خفيف ما له قيمة، صاحبه له عند الله قدر كبير ومنزلة عظيمة، لا تحتقر أحداً من أجل ثيابه، ولا العزّة بالثياب، ولكن واحدة من مظاهر نعمه نُظهر نعمته بها، ونتّبع سنّة نبيّه ﷺ، ونُعظّم بها شعائره جلّ جلاله.

وإذا يصادف العيد عندكم يوم جمعة، ويوم الجمعة لبس الأبيض أفضل، يوم العيد لبس الأغلى أفضل، وإذا كان هو نفسه يوم عيد يوم جمعة، ووقت ذهابه إلى الجمعة الأبيض أفضل، وبقية اليوم من قبل ومن بعد صلاة الجمعة فالأغلى أفضل، يلبسه في هذا اليوم، فإذا كان الأبيض هو الأغلى تمّت، فيلبسه في طول اليوم.

وبعد ذلك يقوم العيد على تهنئة الوالدين والإخوان والأقارب وصِلة الرحم، تهنئة الجيران، عند الجيران والأصحاب، بأنّ الله أوصلنا إلى هذا العيد مستعدّين للمزيد، وعود عوائد الوافدين إلى بيته الحرام والمشاعر العظام، والواقفين بعرفة، تعود علينا، وأوصلنا إلى هذا الموسم، فنحمده ونُهنّئ بعضنا البعض بحضور هذا العيد، ونؤدّي بحقوق الجيران.

آداب البيوت

ومع ذلك أيضاً تقيمون في بيوتكم أنه ما يدخل الأجنبي على المرأة الأجنبية، ومن النساء الأجانب زوجة أخيك، فإذا أنت بالغ فلا يجوز أن تدخل على زوجة أخيك ولا تصافحها مباشرة، فإنّ الحَموّ الموت، قال ﷺ: "إيّاكم والدخول على النساء". قالوا: يا رسول الله، أفرأيت الحَموّ؟ يعني أقارب الزوج، قال: "الحَمو الموت، الحَمو الموت". "لأن يُطعن أحدكم في عينه بمِخْيَط خير له من أن تمسّ يده يد امرأة أجنبية لا تحلّ له".

فلا يكون منكر وسط بيتكم، بيتكم ما يكون محلّ التفرّج على برامج الكفّار والأشرار، الفسّاق الذين ينشرون الفساد، بيتكم محلّ تفرّج على الخير، وقراءة القرآن، والذكر للرحمن، وقراءة كلام النبي محمد ﷺ. لأنّ بيوت نبيّنا كانت هكذا.

قال الله لأزواج أمّهات المؤمنين: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ). ما الذي يُتلى في بيوتكن؟ برنامج من عند الصين أو من تركيا أو من عند فارس أو من أين؟ أو من أمريكا أو من روسيا؟ ماذا يُذكر في بيوتكم؟ (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ) قرآن وسنّة، هذا الذي يُتلى في بيوت النبي محمد، بيوت أمهات المؤمنين، وهذا الذي يجب أن يُتلى في بيوتنا، (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا). فهكذا يجب أن تكون بيوتنا.

الدعوة والتعاون على الخير

وهمّتكم بعد ذلك تتعاونون على البرّ والتقوى، وتنشرون هذا الخير، تؤثّرون في أصحابكم وأصدقائكم ومحافظتهم على الصلوات، تواظبون على الأذكار وعلى نصيبكم من القرآن، وعلى صلاة الجماعة.

ومَن كان من إخوانكم كبار وأبناء عمومتكم فتحثّونهم يحضرون الدورة للكبار، التي تكون لمتخرّجي الثانوية والجامعات ولكبار السنّ، تبدأ إن شاء الله من سبعة المحرّم، فتحثّونهم على حضورها، فيكون لكم مثل أجور  أحدهم إذا حضر بسببك "من دلّ على هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً".

وهكذا تستقبلون أيام العيد بكل ما يقرّبكم إلى المولى المجيد، ويسرّ قلب حبيبه محمد ﷺ الهادي إلى المسلك الرشيد. 

وتستقبلون بعد ذلك ما بقي من أيام الإجازة، ما قدرتم تعملونه من حلقات في البيوت أو في المساجد مع أصحابكم ومع أصدقائكم، ما تعلّمتموه علِّموه، ما قرأتموه أقرئوه، وإن وجدتم في بلدانكم مَن يزيدكم علماً تعلّموا عنده.

تستقبلون بعد ذلك افتتاح المدارس، وتكونون في المدارس أبواب خير ومفاتيح للخير ؛ في تأثيركم الحسن على أصدقائكم، وتعاونكم على البرّ والتقوى، وهكذا حتى يبارك الله في أعماركم، وتُطبّقون شرع ربّكم في حياتكم، وتوفون بعهده، وتستعدّون للقائه.

الدعاء

جعل الله أعمارنا مصروفة في الخير والبركة، بارك الله لكم فيما تلقّيتم وفيما أخذتم، وجزى الله المدرّسين والخادمين والقائمين عليكم خير الجزاء، وضاعف أجورهم، ونوَّر قلوبهم وقبورهم، وأصلح بطونهم وظهورهم، وزادهم من فضله ما هو أهله، وربطهم بخاتم رسله ربطاً لا ينحل. 

ورزقنا وإيّاكم وإيّاهم خدمة هذا الدين، وخدمة هذه الشريعة، خدمة هذه الملّة، وخدمة هذه السنّة النبوية، فهي خير ما نكسبه في حياتنا ونذخره للقاء عالم ظواهرنا وخفيّاتنا، إلهنا الذي عليه حسابنا وإليه مآبنا، (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ) كما قال جلّ جلاله.

فالله يجعل مآلنا خيراً، ويصرفكم بِهمّة صالحة، ونيّة صادقة خالصة، ووجهة قويّة عالية تقصدون بها وجه الله.

اللهم وفِّقهم، وانظر إليهم، وثبّتهم، وأعِنهم، وخذ بأيديهم، وادفع السوء عنهم، وألهمهم رشدهم، وبلّغهم آمالهم في خير ولطف وعافية، وأقِرّ  بهم عيون أهاليهم، وأقرّ بهم عين سيّد الوجود حبيبك محمد ﷺ وأعين الصالحين، واحشرنا في زمرة ذاك المصطفى، واجعلنا في أهل الصدق والوفا، يا أرحم الراحمين.

 

تاريخ النشر الهجري

21 ذو الحِجّة 1446

تاريخ النشر الميلادي

17 يونيو 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية