(209)
(536)
(568)
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في الاحتفال السنوي بذكرى المولد النبوي الشريف في منطقة الغرفة، غربي مدينة سيئون، حضرموت، صباح الأربعاء 8 ربيع الأول 1446هـ
الحمد لله على ساعات نرجو أن تكون لنا في يوم قيام الساعة حِصناً وأمناً من الخوف المهول الذي تحار فيه العقول، وقال حاكم ذاكم اليوم عن أقوامٍ سبقت لهم السوابق: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا) يعني النار، (مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) لا يحزنهم الفزع الأكبر، أولئك الذين سعدوا، أولئك الذين فازوا.
يتحدث الرحمن عن المستقبل الكبير الذي يجمع الأول والأخير، والصغير والكبير، وتُنشر فيه راية البشير النذير والسراج المنير، نبيّكم الذي ساقكم الإيمان به وتصديق ما أنزل الله عليه إلى الاجتماع في هذه المجامع، مُتأثرين بخطابه ووحيه وتنزيله، وبلاغ رسوله المصطفى محمد ﷺ، والسنة الغراء، ومن مضى عليها من تابعي الأثر وحميدي السير خيار هذه الأمة، الذين لهم في ذاكم اليوم عناية الحي القيوم: (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ)، هذا كلام رب الدنيا والآخرة.
فيا أهل العقول، من الذي يغتنم حقيقة الحياة ومرورها علينا يوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر، وسنةً إلى سنة؟ تُغيِّب فينا أخيارنا وأكابرنا كما تُغيِّب من الأشرار ومن أهل الطغيان واحداً بعد الثاني، إلى أين؟ إلى البرزخ الذي يتجمعون فيه إلى يوم يُبعثون (قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ).
نحن في خلال هذا العمر القصير تأتينا دواعي وتأتينا دوافع، من الأنفس، من الأهواء، مما يُنشر على ألسن أهل الشرق والغرب، ومقابل كل ذلك هناك منشورات لرب الأرض والسماء بلَّغها نبيه الأسمى، يتأثر بها عقول وقلوب من سبقت لهم من الله الحسنى، جعلنا الله وإياكم منهم، إنه أكرم الأكرمين.
فيمشون في حياتهم على حيازة ما يوجب حقائق السعادة ونيل الحسنى وزيادة، يتحرّرون في أفكارهم وفي وجهاتهم ونياتهم، وفي أعمالهم ومعاملاتهم، عن أن يأسرهم هوىً أو نفس أو دنيا أو قاطع يقطعهم عن إلههم جل جلاله، فيُزَيِّن لهم شيئاً حرمه الله عليهم أو نهاهم عنه رسوله ﷺ.
ويخرجون إلى ما سمعتم من اتباع الشهوات والغي عن سبيل الإنابة والإخبات، وإلى التباغض وإلى التحاسد وإلى إيثار الحياة القصيرة والمتاع الفاني، تدنَّت هممهم، سقطت عزائمهم.
والمجامع هذه تدعونا لأن نُعلي الهمة، وتعلمنا ذكريات نبينا ﷺ. إن جاء أول العام وتذكرنا هجرته، فهي شؤون مما بعثه الله به تبعث فينا علو الهمة، أو جاء ربيع الأول، أو جاء الإسراء والمعراج، أو جاء رمضان وما فيه، أو جاء موسم الحج، بل أو جاء الليل أو جاء النهار، يُذَكِّرنا بأكرم من مر عليه الليل والنهار، خير الأخيار محمد المختار ﷺ، والرحمن يقول: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا).
يخلف الليل النهار والنهار الليل في عامة هذه الأرض، وفيها عجائب في أطرافها من يقصر عندهم الليل قصراً كثيراً أو يضمحلّ في بعض الليالي والأيام، حتى يصل في بعض بقاع الأرض إلى نحو الستة الأشهر لا يأتي الليل، والستة الأشهر لا يأتي النهار، بتسيير من؟ ترتيب من؟ أي الأحزاب؟ أي الأمم المتحدة؟ أي الأنظمة على ظهر الأرض تُسَيِّر هذا العالم، و (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ)، (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً)، يخلُف بعضه لبعض، لماذا؟ الحكمة الكبيرة أن نتذكر ونسلك مسلك الشكر (لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا).
والتذكر والشكر كيف يكون؟ بالمسير بهذا المسار، اقرأ بعدها مباشرة: (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)؛ ما يصدر منهم إلا السلام، والجاهلون يُخاطبون بالاستفزاز، الجاهلون يُخاطبون بالإساءة، الجاهلون يخاطبون بالسخرية، الجاهلون يخاطبون باللمز والغمز، ولكن هؤلاء ما يجيء منهم إلا السلام.
(وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) كيف؟ قفزوا وارتقوا على مُقتضى الطبع البشري، من الاشمئزاز والغضب إذا قوبِل بالسيئة وإذا قوبِل بالسوء، لأنهم اتصلوا بالقدوس فقدَّس أرواحهم ونقَّى نفوسهم عن هذه الانحطاطات وعن تغلُّب هذه الطبائع.
قال: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)، بمثل هذا المسار الذي كان منتشراً في عوامِّنا فضلاً عن خواصِّنا، وفي قُرانا وفي كثير من بوادينا، كان منتشر مسألة القيام بالليل والركوع للجبار، ودموع كانت تخرج من العيون؛ من خشيته ومن محبته ومن معرفته (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ). يقول جل جلاله.
فضاعت علينا هذه البضائع الغاليات، وصرنا كيف تنقضي بنا الليالي والساعات، ساعات الليالي في ماذا؟ وما حالنا وقت السحر الذي جعل الله فيه هذه الثلة من المختارين قائمين بالاستغفار؟ وهل باتوا في معصية؟ وهل باتوا في غفلة؟ (يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا) ويستغفرون.
فعجباً لحال هؤلاء، وما أبعد حال من يبيت في غفلة ثم لا يستغفر! باتوا في ذكر وفي قيام ثم يستغفرون، وهذا في غيبة وفي قطيعة رحم، وفي إساءة إلى الجيران، وفي تهاون بالصلاة، وفي إهمال ابنه وبنته للصلاة، وفي تشبه بالفجار والكفار، ولا يستغفر لا في السحر ولا في الصباح، يمشي على غير بصيرة، يمشي على غير حسن سيرة!
فهم الذين يتعرّضون للندامة في يوم القيامة، وبئست الندامة ندامة يوم القيامة، هم الذين يحزنون في ذاك اليوم، هم الذين يخسرون في ذاك اليوم (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ).
فخذوه وأنتم في مطلع هذا الشهر، مضى عليكم الأسبوع الأول منه، شهر ميلاد زين الوجود، شهر ميلاد صاحب المقام المحمود، شهر ميلاد من به أُنعِم عليكم بـ"لا إله إلا الله" وإشراق نورها في قلوبكم، (وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) فالحمد لله الذي هدانا به.
اللهم املأ قلوبنا بالإيمان واليقين والمحبة، وبارك لنا في جمعنا، ومن عظيم البركة في الجمع: ينصرف الواحد منكم قوي الهمة، رفيع الهمة، فإن الهمم التي ضاعت في التُّرّهات والبطالات والمظاهر والتشبه بالفاجرين همم ساقطة، همم ناقصة، إذا صار القدوة فاجراً، إذا صار القدوة كافراً، إذا صار القدوة خاسراً لبنتك أو لابنك وفي عقليته، وذهبت قدوة النبي محمد ﷺ وقدوة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين قال الله: (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِي اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)، فصارت هِمم الأكابر نيل هذا الرضا كما سمعتم، ونيل المرافقة لزين الوجود محمد ﷺ، (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا).
وهذه الدواعي تدعونا لأن نُعلي الهمة في مقاصدنا وأفكارنا، وأن نعلم عظمة من خلقنا، وأنه خلقنا لشيء أكبر من الطعام والشراب والمساكن والملابس والمناكح والمظاهر، وما ينشره أهل الشرق وأهل الغرب، دعوهم يتنافسون إلى أن يشبعوا على دنياهم، فما أحقرها وما أحقر من عظَّمها! وانظروا إلى ما أمركم الحق أن تتنافسوا عليه وأن تسارعوا إليه.
(سَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ).
(سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
(مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ).
جل جلاله وتعالى في علاه.
هذه الدواعي الكريمة تدعونا لأن نعود إلى حقيقة المجد والشرف والكرامة، ميَّز الله واديكم بميزات شأنها في البرزخ وفي القيامة وفي دار الكرامة عظيم، فلا تُضيعوها بشيء مما تمليه عليكم أنفسكم أو يمليه عليكم أعاديكم، تشرفوا بالسمو والهمة أن تصغي قلوبكم وآذانكم لوحي الله ولبلاغ حبيبه ومصطفاه.
وبذلك ننتهج نهج التعاون بيننا على البر والتقوى، والتحابب في الله جل جلاله وتعالى في علاه، والذين يلعبون بإيذاء هذا وتضييق المجال على هذا، ومضايقة هذا في الكهرباء ومضايقة هذا في الماء، ومضايقة هذا في الطرق، ومضايقة هذا في الاقتصاد والمال، والذين يضربون المدرسة الفلانية والأطفال الفلانيين والنساء الفلانيات هنا وهناك، أهل عبث وأهل سوء ومستقبلهم وخيم، وشأنهم خسران هنا وهناك.
(فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ)، (وَالْعَصْرِ) قسم من الله الكبير: (إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ) يخسر كل هؤلاء! (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
على ذلك اجتمعتم، فالله يحيي في وادينا حقائق الإيمان والإسلام، وكما منَّ علينا بألطاف نسأله أن يضاعف اللطف لنا وأن يديم اللطف علينا، وأن يُصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، ويتعاون على ذلك قبائلنا وعلماؤنا وعوامنا، وصغارنا وكبارنا وموظفينا ومسؤولينا وشعبنا، في (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
ونغنم من هذا الشهر تلبية الدعوة برفع الهمة؛ في الوجهة وفي النظر وفي المقصد، وتعود العوائد إن شاء الله بإصلاح البلاد والعباد، يا مُحوِّل الأحوال، حوِّل حالنا والمسلمين إلى أحسن حال، وأنت الذي وعدت عند الشدة بالفرج والمخرج، وقلت: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).
فأصلح اللهم وادينا ونادينا، ويمننا وشامنا وشرقنا وغربنا بصلاح من عندك، وانظر إلى المؤمنين.
نظرة تُزيل العنا ** عنا وتُدني المُنى ** مِنا وكل الهنا ** نُعطاه في كل حين
برحمتك يا أرحم الراحمين.
سمعتم الأنفاس المباركة للشيخ عبد الله بن محمد القديم بن محمد باعباد عليه رحمة الله تبارك وتعالى، أنفاس نورانية صيغت بصياغة تجمع القلوب على باب الرحمن للوصول إلى الرحمن جل جلاله، ونفحة من نفحات الرحمن، الحمد لله على ذلك.
وهذه المقاصد الكبيرة من هذه الجمعيات، -الحمد لله- مناصبكم، علماؤكم، كباركم، أعيانكم، شبابكم وأطفالكم، كلكم مجتمعين وكلكم متوجهين، في تبعية من؟ وفي تلبية نداء من؟ الحمد لله على هذه المظاهر الخيرية.
الله يرزقنا روحها ونورها وبركتها وسرها، ويُحيي بها آثار الوعي عن الله ووحيه ولبلاغ رسوله في قلوبنا وعقولنا وبيوتنا وأهل بيوتنا، واجعل هوانا تبعاً لما جاء به حبيبك المحبوب.
إلهنا، لا صرفت أحداً من الجمع إلا وقلبه عليك مجموع، ودعاؤه عندك مسموع، وعمله الصالح مُتقبل ومرفوع.
إلهنا، وما كان من سيئاتنا فإنا نحطُّها بالتوبة والخشية والندامة على باب عفوك وغفرانك، اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعف عنا، ولا تصرفنا إلا بالتوبة الصادقة الخلصاء، وبالاستقامة على ما تحبه منا في الجهر والخفاء.
فيا ربِّ ثبتنا على الحق والهدى ** ويا رب اقبضنا على خير ملةِ
وعُمّ أصولاً والفروع برحمةٍ ** وأهلاً وأصحاباً وكل قرابةِ
وسائر أهل الدين من كل مسلم أقام لك التوحيد من غير ريبةِ
وصلِّ وسلِّم دائماً الدهر سرمداً ** على خير مبعوث إلى خير أمةِ
والحمد لله رب العالمين.
21 ربيع الأول 1446