كشف الغمة 262- كتاب الصلاة ( 152) الاستسقاء وأحوال المطر وما يتعلق بها من برق ورعد وريح

للاستماع إلى الدرس

شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب كشف الغُمَّة عن جميع الأمة، للإمام عبدالوهاب الشعراني: 262- كتاب الصلاة ( 152) الاستسقاء وأحوال المطر وما يتعلق بها من برق ورعد وريح

صباح الأربعاء 15 رجب 1446 

 

نص الدرس المكتوب :

"قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: وجاء أعرابي إلى رسول الله ﷺ يوم الجمعة فقال: يا رسول الله هلكت الماشية وهلكت العيال وهلكت الناس فرفع رسول الله ﷺ يديه يدعو ورفع الناس أيديهم معه يدعون فما خرجوا من المسجد حتى مطروا، وكانت الصحابة -رضي الله عنهم- يستسقون لنواحي الأرض وأطراف المدائن إذا بلغهم قحط بلادهم ويقولون: "من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل ذلك"، وجاءه مرة أعرابي من بلاد بعيدة فقال: یا رسول الله جئتك من عند قوم ما يتزود لهم راع ولا يخطر لهم فحل، فصعد المنبر فحمد الله ثم قال: "اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا مريعًا طبقًا غدقًا عاجلًا غير رائث"، ثم نزل، وكان ﷺ كثيرًا ما يقول إذا استسقى: "اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت"، وكان ﷺ كثيرًا ما يقول عند المطر: سقيا رحمة لا سقيًا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق اللهم على الظراب ومنابت الشجر"، وكان ﷺ إذا رأى المطر قال: "اللهم صبياً نافعًاً"، وكان ﷺ إذا كثر المطر وسألوه الدعاء برفعه يقول: "اللهم حوالينا ولا علينا"، وكان ﷺ إذا نزل المطر حسر ثوبه حتى يصيبه من المطر قبل أن يصل الأرض ويقول: "إنه حديث عهد بربه عز وجل"، وكان ﷺ إذا سمع الرعد قال: "اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك". 

 

وكان ﷺ يكره أن يشار إلى السحاب أو إلى البرق، وكان مجاهد -رضي الله عنه- يقول: الرعد ملك والبرق أجنحته يسوق بهن السحاب، وكان ﷺ يقول: "ما هبت جنوب إلا سالت واديًا"، لأن الله تعالى جعلها بشرى تهب بين يدي، رحمته وكان ﷺ يقول: "إن الله -عز وجل- خلق في الجنة ريحًا بعد الريح بسبع سنين من دونها باب مغلق وإنما يأتيكم الروح من خلال ذلك الباب ولو فتح ذلك الباب لأهلكت ما بين السماء والأرض"، وكان ابن مسعود -رضي الله عنه- يقول: إن الله يبعث الريح فتحمل الماء من السماء فتمر في السحاب فتدر كما تدر الناقة ثم ينزل أمثال العزالي فتضربه الرياح فينزل متفرقًا، والله تعالى أعلم". 

 

اللهُمَّ صلِّ أَفضلَ صَلَواتِكَ على أَسْعدِ مَخلوقاتكِ، سَيِدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصَحبهِ وَسلمْ، عَددِ مَعلوماتِكَ ومِدادَ كَلِماتِكَ، كُلََّما ذَكَرَكَ وَذَكَرَهُ اٌلذّاكِرُون، وَغَفِلَ عَنْ ذِكْرِكَ وَذِكْرِهِ الغَافِلوُن 

 

الحمد لله الذي مكرمنا بشريعته الغراء، وبيانها على لسان عبده وحبيبه خير الورى سيدنا محمد صلى الله وسلم وبارك وكرم عليه وعلى آله أبدًا سرمدًا سرًا وجهرًا، وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار ومن والاهم واتبعهم بإحسان وبمجراهم جرى، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين الذين رقاهم الله في الفضل أعلى الذرى، وعلى آلهم وصحبهم وتابعهم وعلى الملائكة المقربين وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

 

 وبعد،،

 فيواصل الشيخ -عليه رحمة الله- ذكر ما ورد فيما يتعلق بالاستسقاء وأحوال المطر وما تعلق بها من برقٍ ورعدٍ وما إلى ذلك "قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: وجاء أعرابي إلى رسول الله ﷺ يوم الجمعة -أي: والنبي ﷺ يخطب الجمعة- فقال: يا رسول الله هلكت الماشية وهلكت العيال وهلكت الناس فرفع رسول الله ﷺ يديه يدعو ورفع الناس أيديهم معه يدعون فما خرجوا من المسجد حتى مطروا"، وخرج ﷺ وأثار المطر بالسيل تسيل في الأرض فقال لو كان أبو طالب ها هنا فقال سيدنا أبو بكر:

 

وأبيَضَ يُسْتسقَى الغَمامُ بوَجهِه *** ثِمالُ اليَتامى عِصْمةٌ للأرامِلِ

يلوذُ به الهُلاّكُ من آلِ هاشمٍ ***فهُم عندَهُ في نِعمةٍ وفَواضلِ

 

إلى آخر الأبيات، فقال: أجل صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

 

وقال: "وكانت الصحابة -رضي الله عنهم- يستسقون لنواحي الأرض وأطراف المدائن إذا بلغهم قحط بلادهم" وإن لم يكن عندهم قحط وعندهم خصب وأمطار ولكن بلغهم أن البلدة الفلانية من الناحية الفلانية من المسلمين عندهم قحط فيستسقون لهم؛ فيسن الاستسقاء للغير مِن مَن لم يكن عندهم المطر ولمن كان عندهم الجدب ويحتاجون لنزول المطار فبقية المسلمين في مختلف الأقطار ينبغي أن يستسقوا لهم، ويقول: "من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل ذلك".

 

 قال: "وجاءه مرة أعرابي من بلاد بعيدة فقال: یا رسول الله جئتك من عند قوم ما يتزود لهم راع ولا يخطر لهم فحل -أي: من شدة القحط- فصعد المنبر فحمد الله ثم قال: "اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا مريعًا طبقًا غدقًا عاجلًا غير رائث -أي: غير متأخر- ثم نزل، وكان ﷺ كثيرًا ما يقول إذا استسقى: "اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت، وكان ﷺ كثيرًا ما يقول عند المطر: سقيا رحمة لا سقيًا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق -خصوصًا عند التضرر بكثرة المطر- اللهم على الظراب ومنابت الشجر" وفي لفظ على الجبال وبطون الأودية.

 

وكان ﷺ إذا رأى المطر قال: "اللهم صبياً نافعًاً" في رواية يقول كذلك عند نزول المطر: "اللهم صيبا هنيئاً وسيبًا نافعا".

"وكان ﷺ إذا كثر المطر وسألوه الدعاء برفعه يقول: "اللهم حوالينا ولا علينا اللهم حوالينا ولا علينا"".

فللمطر أسباب لأجل المحل والجذب أو للحاجة إلى الشرب؛ إما لهم أو لدوابهم ومواشيهم، وكذلك من لم يكونوا في مَحْلٍ ولا في حاجة للشرب وأتاهم الغيث ولكن يمكن أن الذي حصل لهم دون السعة، وهذا الذي ذكرنا عن المالكية يقولون: فيه بالإباحة وقت الاستسقاء. 

وكذلك الاستسقاء من كان في خصب لمن كان في محل أو في حاجة ويقول به الحنفية والمالكية والشافعية.

وإذا استسقوا ولم يسقوا وكذلك فاتفقت المذاهب الأربع أنهم يكرروا السقية. إلا أنه جاء عن أبي حنيفة: لا يزيدونه على ثلاثة أيام.

 

"وكان ﷺ إذا نزل المطر حسر ثوبه -أي: كشف بدنه تعرضا للمصر- حتى يصيبه من المطر قبل أن يصل الأرض" وبهذا قال الفقهاء عندنا يسن التعرض لأول مطر في السنة ويبرز له ويخفف ثيابه حتى يصيب بدنه المطر مباشرة قبل أن يقع على الأرض ويقول: "إنه حديث عهد بربه عز وجل"، أي: في تكوينه وإنشائه كونه وأنشاءه جديداً وأنزله علامة رضا وعلامة رحمة بالعباد لهذا يتعرض له لأن يصيب بدنه. 

 

وكان ﷺ إذا سمع الرعد قال: "اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك" فهذا من السنن لمن سمع صوت الرعد متذكراً عظمة المكون البارئ المنشئ -سبحانه وتعالى- الفاطر. هكذا جاء في رواية الترمذي إذا سمع الرعد والصواعق قال: "اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك وعافنا قبل ذلك".

وجاء أيضًا عن عبد الله بن الزبير أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته. 

 

"ويروى عن ابن عباس: أن من قالها عند الصاعقة لم تصبه صاعقة سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته. ويقول من قالها فأصيب بالصاعقة فعلي ديته؛ سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته".

 

وعن سيدنا طاؤوس التابعي كان يقول: "إذا سمع الرعد سبحان من سبحت له؛ يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته سبحان من سبحت هذا الرعد له جل جلاله وتعالى في علاه".

 

 ويقول ابن عباس: كنا مع عمر رضي الله عنه في سفر فأصابنا رعد وبرق فقال لنا كعب: من قال حين يسمع الرعد: سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثلاثا عوفي من ذلك الرعد، فقلنا فعُفينا.

وأيضاً جاء في الأمِّ عن الشافعي بسنده عن النبي ﷺ قال: "أطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش -أي: الجهاد في سبيل الله-  وإقامة الصلاة وفي رواية عند نزول المطر"، فهي من المواطن التي يستجاب فيها الدعاء. فإذا ذكر المطر يقول مُطِرنا بفضل الله ورحمته"، ولا يقول: بنوءِ  كذا أي: بنجمِ كذا، ولا بنجمِ كذا؛ فإنه لا تأثير للنجوم ولا لغيرها.

وفي الحديث قال: "أصبَح مِن عبادي مؤمنٌ بي وكافرٌ فأمَّا مَن قال : مُطِرْنا بفضلِ اللهِ ورحمتِه فذلك مؤمنٌ بي كافرٌ بالكواكبِ فأمَّا مَن قال : مُطِرْنا بنَوْءِ كذا وكذا فذلك كافرٌ بي مؤمنٌ بالكواكبِ ".

.

 

 لا إله إلا الله؛ فينبغي أن يشكر الله تعالى ويعلم أنه وحده الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ) [ الواقعة: 68-69].

 

وفي الصحيحين أيضا عن سيدنا أنس قال-: "دخل رجل المسجد يوم جمعة ورسول الله ﷺ قائم يخطب، قال: هلكت الأموال وانقطعت السبل فأدعوا الله يغيثنا، قال: فرفع سيدنا رسول الله ﷺ يديه قال: اللهم أغثنا اللهم أغثنا، قال أنس: والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة -يعني: ولا قطعه-، وما بيننا وبين سلع -يعني: الجبل معروف بالقرب المدينة- من بيت ولا دار فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، فوالله ما رأينا الشمس سبتا -يعني: أسبوعا- مع ظهرت الشمس عليهم إلى الجمعة الآتية. قال ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله ﷺ قائم يخطب قال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فذلك الله يمسكها عنا فرفع رسول الله ﷺ يديه قال: "اللهم حوالينا ولا علينا" قال اللهم على الظراب وبطون الأودي ومنابت الشجر" قال: فانقلعت وخرجنا نمشي في الشمس ﷺ".

 

 وجاء في رواية فجعل لا يشير إلى ناحيه إلا انجاب عنها السحاب وأشار النواحي قال اللهم حوالينا ولا علينا، فانجابت عن المدينة واشتقت فيها الشمس فكانت كالكوة؛ وما حواليها يمطر، والمدينة انجاب عنها السحاب ببركاته ﷺ.

 

"أيضا جاء فيما أورد الشافعي في الأم بسنده عن عروة بن الزبير قال: إذا رأى أحدكم البرق أو الودق فلا يشير إليه فتكره الإشارة إليه بالإصبع"، وكذلك الأدعية التي وردت إذا كثر المطر أو خيفَ منه الضرر سبحان الخلاق.

قال: "وكان ﷺ يكره أن يشار إلى السحاب أو إلى البرق، وكان مجاهد -رضي الله عنه- يقول: الرعد ملك والبرق أجنحته يسوق بهن السحاب، وكان ﷺ يقول: "ما هبت جنوب إلا سالت واديًا"، -أخرجه البيهقي في السنن الكبرى- لأن الله تعالى جعلها بشرى تهب بين يدي رحمته -كما ذكر في القران- وكان ﷺ يقول: "إن الله -عز وجل- خلق في الجنة ريحًا بعد الريح بسبع سنين من دونها باب مغلق وإنما يأتيكم الروح من خلال ذلك الباب ولو فتح ذلك الباب لأهلكت ما بين السماء والأرض"، كما أرسلها على عاد في قوله تعالى: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ)[الحاقة: 6] إذا جاءت ما يقاومها شيء؛ وهؤلاء بكل قواهم ما قدروا يقاومون الريح التي نشرت فيهم الحريق، وأماكن أثرياء وأماكن أغنياء؛ وصارت تنقل النار من ذا المكان إلى ذا المكان؛ والله يجيرنا والمسلمين حيثما كانوا من عذابه وغضبه ونقمته.

"وكان ابن مسعود -رضي الله عنه- يقول: إن الله يبعث الريح فتحمل الماء من السماء فتمر في السحاب فتدر كما تدر الناقة ثم ينزل أمثال العزالي فتضربه الرياح فينزل متفرقًا"، -قطرة قطرة-

 كل واحدة منها بقدرة الله وإرادته تقع حيث رتب لها هذه في الجبل فلاني وهذا في المزرع الفلاني وهذا في بيت فلان وهذا فوق رأس فلان بن فلان وهذا فوق سيارة الفلانية وكل واحدة تصل حيث رتب لها ودبر جل جلاله وتعالى في علاه. رزقنا الله الاستقامة والاعتبار والادكار وبارك لنا في الأيام الليالي.

 

وعند هبوب الريح أيضا جاءت دعوات عنه صلى الله عليه وسلم "اللهم أن أسألك إذا حبت الريح اللهم نسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به فأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به" هكذا جاء في صحيح المسلم.

 

 كذلك جاء في بعض الروايات في سنن أبي دواد وابن ماجه بسند حسن يقول أبو هريرة سمعت النبي ﷺ يقول: الريح من روح الله تعالى تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسألوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها معنا روح الله رحمة الله سبحانه وتعالى.

 

وهكذا تقول لسيدة عائشة في رواية أبو داود والنسائي وابن ماجة أن النبي ﷺ كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء ترك العمل وإن كان في الصلاة ثم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من شرها فإن مطر "اللهم صيبا هنيئا" معنى؛ ناشئا سحابا إذا رأى سحاب في السماء يهتم بالأمر ويخشى نزول العذاب ﷺ.

 

ويقول أيضا كما جاء في سنن الترمذي يقول صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الريح فإن رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إذا نسألك من خير هذه الريح ومن خير ما فيها ومن خير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح ومن شر ما فيها ومن شر ما أمرت به، إنها مأمورة ما تسير إلا بأمره ولا تكون إلا حيث أراد سبحانه وتعالى.

 

 وجاء أيضا عند إشتداد الريح: اللهم لقحا لا عقيما أرسلنا الرياح لواقع إذا تلقح السحاب يمتي المطر لا ريح عقيم فسألناهم بالريح العقيم لا تذروا مشاهدنا أتت عليه لجعلته كالرميم. اللهم أجرنا من النار ومن العذاب في الدنيا والآخرة.

 

 وقال أيضا: إذا وقعت كبيرة وهاجت ريح عظيمة فعليكم بالتكبير فإنه يجل العجاج الأسود، وجاء أيضا في الأم عن الإمام الشافعي بسنده إن ابن عباس يقول ما هبت الريح إلا جثني فالنبي صلى الله عليه وسلم على ركبته وقال اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا، اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا؛ يسير على الركبتين تذللا وتخشعا وتواضعا للحق تعالى استرحاما واستعطافا. 

 

إذن فمن الرياح:

  • مبشرات. 

  • ومن الرياح لواقح.

  • ومن الريح صرصر. 

  • ومن الريح عقيم والعياذ بالله.

 فسبحانه شيء واحد يجعله الله للرحمة ويجعله للعذاب على حسب ما يريد، وفي خبر منقطع عن رجل أنه شكى الفقر فقال ﷺ: لعلك تسب الريح". قال الشافعي: لا ينبغي لأحد أن يسب الرياح فإنها خلق لله تعالى مطيع وجند من أجناده؛ يجعلها رحمة ونقمه إذا شاء، فلا تشتغل بالريح وسبها، ولكن نسأل مكونها وخالقها أن يجعلها رحمة؛ أن يجعلها لطفا وفائدة. لا إله إلا هو. 

 

لطف الله بنا وبالأمة في المشارق والمغارب ودفعنا وعنهم جميع المصائب والنوايب وحور الأحوال إلى أحسنها وأثبتنا في ديوان من يحب في خير ولطف وعافية.

 

بسر الفاتحة
إلى حضرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه 

الفاتحة.

تاريخ النشر الهجري

19 رَجب 1446

تاريخ النشر الميلادي

18 يناير 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام