فوائد من: تفسير سورة طه (8) تزكية القلوب وعمارة البيوت: سبيل السعادة في الدارين

العلامة الحبيب عمر بن حفيظ:
(وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ)
- (وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا) قد يُتَوهّم أنَّه من لقِيَ ربه بِمُجرد الكفر فقد استحقّ العذاب، فهل بمجرد الإيمان تكون النجاة؟ قال: إنَّما تمام النجاة على البرهنة عن الإيمان بالعمل الصالح؛
- - (قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ)؛ تحقَّق بحقيقة الإيمان في الدنيا بعمل الصالحات والإكثار من الطاعات، واجتناب السيّئات والمُخالفات.
(وَذَلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّىٰ (76)) مَن تطهّر عن الكفر والنفاق، وسوء الظنّ بالخلّاق، وعن قبيح الأخلاق.
- - كل مَن تطهّر في أيام هذه الحياة الدنيا عن قاذورات الكُفر وشوائب الشرك، والصفات المبغوضة للخلّاق؛ فجزاؤه جزاءٌ عجيب عظيم، وأبدي سرمدي ونعيم مُقيم.

(وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً)؛ أي: مَحلًّا يُؤمّ ويُقصَد لأجل المكارم، ولأجل التربية، ولأجل العلم والتفهيم، ولأجل الإنقاذ، ولأجل الإرشاد فيكون مأوى للعبادة؛ وهكذا بيوت المؤمنين محل التعليم، محل الإكرام، محل المعاونة، محل المساعدة، محل الخُلُق الحَسن، بيوت المؤمنين قِبلة.

(قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ)، أين ذهب الكلام السابق؟ كله ينتهي، هو والذي قبله والذي بعده، والذي في زمانكم اليوم من كلام الكفر والتكذيب كله سينتهي يصبح لا شيء، ولا حقيقة له، الحقيقة؛ لا إله إلا الله محمد رسول الله، كلٌّ يرجع إليها.
(وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ (73)) الله خير منك وأعلى وأجلّ، إنْ جازى وأنعَم فجزاؤه وإنعامه خير مما عندك، مِن كل ما في مُلكِك، وإنْ عذّب فعذابُه أشدّ من عذابِك ومن كل ما تُهدِّدُ به، وهو أبقى؛ فإنَّ نعيمه يدوم وتعذيبه يدوم، وأنت ليس في تنعيمك دوام ولا في تعذيبك دوام كذلك.
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ (82)):
- - (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ): كثير المغفرة، وسيع المغفرة، جليل المغفرة، عظيم المغفرة.
- - (لِمَن تَابَ): تاب من الذنب، من الشرك، من الكفر، من أي معصية.
- - (وَآمَنَ): أي أيقن بصدق ما أوحيت إلى أنبيائي ورسلي، وصدقهم فيما بلغوا عني.
- - (وَعَمِلَ صَالِحًا) نفَّذ وطبَّق ما آمن به، وحقق التوبة في عمل الصالحات،
- - (ثُمَّ اهْتَدَىٰ)؛ لم يزغ بهواه عن سنة نبيي، ولم يتكبّر ويغترّ بطاعته، شاهدًا أنَّها مني ومِن فضلي عليه.

اللهم اجعلنا مِمَّن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى، واغفر لنا يا خير الغافرين، وارحمنا يا خير الراحمين، واجعلنا في خواص الهداة المهتدين.

لقراءة الدرس كاملاً أو المشاهدة:
#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #عاجل #تفسير #سورة_طه #معاني_ودلالات #القرآن #درس_التفسير #تفسير_القرآن #جلسة_الإثنين #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim #quran
17 شوّال 1446